الأحد، 16 أكتوبر 2011

هل يلعب الأهلى بطريقة.. (لثنائيات الثلاثة)؟ .. حسن المستكاوى

هذا موضوع فنى بحت.. وهو يستحق القراءة لمن يعشق كرة القدم ويتابع مبارياتها بعمق وبدقة.. وهو لا يستحق الاهتمام من جانب هذا المشجع الذى ينتظر نتيجة المباراة دون أن يهتم بالأسباب والوسائل التى حققت تلك النتيجة.. اتفقنا؟

●● ندخل فى الموضوع: المباريات قديما كانت عبارة عن مبارزات فردية بين مجموعة مواهب ثم أصبحت صراعا جماعيا يعتمد على السرعة.. ومنذ عام 1870 عندما قدمت أسكتلندا أول طريقة لعب للكرة الحديثة تطورت طرق اللعب بصورة مذهلة لمواكبة التطور فى مفاهيم اللعبة، وطريقة اللعب فى أبسط تعريف لها هى: (تنظيم قوى الفريق ــ أى التشكيل ــ على الوجه الذى يمكنه من أن يؤدى الوجبات المحددة التى توضع له). باختصار شديد نقول إن الخيوط الأولى لتشكيل الفريق فى كرة القدم بدأت عندما أخذ اللاعبون يدركون أهمية اللعب الجماعى، فى الحصول على أكبر انتاج لجهودهم الفردية، وانه يمكن اتباع أساليب معينة لإحراز الاهداف، وكذلك لمنع الفريق الخصم من احراز الأهداف، وفى بداية هذه المرحلة ظهر التقسيم الأولى للاعبين إلى مهاجمين ومدافعين.

●● فى الآونة الأخيرة كثر الحديث عن ضرورة تغيير الأهلى لطريقة اللعب، وهنا يجب أن تتواءم الطريقة مع إمكانات اللاعبين. وكان الفريق قد عزز صفوفه بخمس صفقات: وليد سليمان، وجونيور وقناوى، ونجيب، والسيد حمدى.. فكيف يستفيد الفريق من نجومه الجدد؟

●● قد تكون طريقة 4/4/2 اختيارا كما يبدو، حيث لعب بها الفريق أمام السكة الحديد وديا، لكن التكوين الأفضل قد يكون 4/2/2/2.. وكان منتخب البرازيل لعب به فى كأس العالم عام 2006، وكذلك فى جنوب إفريقيا، كما لعب به العديد من الفرق الشهيرة مثل تشيلسى الإنجليزى ولعب به العديد من الفرق المغمورة مثل فرايبرج الألمانى ونجح بها أوروبيا.. ومن مميزات هذا التكوين ما يلى:

1 ــ أنه مولود من بطن طريقة 4/2/4..أم طرق اللعب الحديثة، وكانت البرازيل فاجأت بها خبراء وجماهير اللعبة عام 1958 فى الأدوار النهائية ببطولة كأس العالم فى السويد. وفى هذه الطريقة يتأخر لاعب رابع مع ثلاثى خط الظهر ليساعد الظهير الثالث فى رقابة رأسى الحربة المتقدمين، ونجحت البرازيل باستخدامها فى الفوز بكأس العالم لأول مرة. ولا شك أنه مما ساعد على هذا النجاح هو ملاءمة الطريقة للاعبين الذين تولوا تنفيذها... والواقع أنها ابتكرت للاعبين (ديدى) و(فيتو). الأول مهاجم متأخر، أو من يقوم بدور (حقلة الاتصال) بين الهجوم والدفاع، والثانى هو المدافع المعاون الذى يساند رباعى الظهر.

2 ــ إن هذه الطريقة 4/2/2/2 تسمح بزيادة عدد اللاعبين أصحاب النزعة الهجومية، كما تسمح بتغطية كل مركز فى الملعب بلاعبين على الأقل.

3 ــ إنه يمكن أن يتأخر أحد رأسى الحربة لحظة فقدان الكرة إلى مركز لاعب وسط مدافع ثم يعود لمركز رأس الحربة لحظة امتلاك الفريق للكرة.

4 ــ تحقق الطريقة النزعة الهجومية للفريق بتقدم الظهيرين، كما يعزز الهجوم باللاعبين المتأخرين خلف رأسى الحربة، وهما من أهم وسائل فتح المعلب عرضيا وتحقيق الانتشار الجيد للفريق. ومن المهم أن تتسم التمريرات بالدقة.

5 ــ إذا كان الفريق المنافس يعانى سوء الاتصال والانسجام بين لاعبى الوسط المدافعين وقلبى الدفاع فإن هذه الطريقة تفرض على الخصم بناء هجماته المضادة من الخط الخلفى مما يجعل هجومه بطيئا يستهلك الوقت والمسافة فيسهل إجهاضه.

6 ــ هذه الطريقة تتميز بالمرونة، حيث يمكن تعديلها أثناء اللعب إلى 4/3/2/1 و4/3/3 أو 4/6/ صفر ايضا.

وهكذا إذا طبقنا هذا التكوين على أسماء وقدرات لاعبى الأهلى سنرى أن الفريق يمكنه أن يفوز بجهد معظم نجومه.

●● خط الظهر: سيد معوض، رامى ربيعة، وائل جمعة، أحمد فتحى.

ومع هؤلاء بدلاء قد يكون أحدهم أو بعضهم أساسيا: قناوى، محمد نجيب، أيمن اشرف.

●● ثنائى الوسط المدافع: شوقى، عبدالله السعيد، وبدلاء الخط حسام غالى، عاشور، وإينو، وشهاب.. وإضافة غالى بدلا من شوقى هو إضافة عنصر مهاجم بنسبة أكبر من الدفاع، وهو يبنى الهجمات فى خط الوسط، وبناء الهجمات لفريق مثل الأهلى اختيار أساسى.

●● ثنائى الوسط المتقدم: أبوتريكة، وليد سليمان، ومعهما ضمن بدلاء هذا المركز جدو.

●● رأسا الحربة: متعب، دومينيك.. معهما ضمن بدلاء هذا المركز جونيور، وفضل.

●● الأسماء المطروحة مجرد نموذج وأمثلة نقدمها ليكون تصور التطبيق أقرب إلى الواقع.. لكن اختيار التشكيل والأسماء لأى مباراة يتوقف على عوامل أخرى تتعلق بالهدف من اللقاء، ومكان المباراة، وقوة المنافس ونقاط الضعف والقوة فى صفوفه، وهنا قد يضيف المدرب لاعبا يملك نزعة هجومية أكبر من زميله فى ثنائى الوسط المدافع مثل حسام غالى على حساب عاشور أو شوقى.. وهذه الطريقة تعنى أن يستفيد المدرب دائما من فرص التغيير فى هذا التشكيل.

●● اليوم نحن على موعد مع الدورى رقم 55.. والمسابقة ستكون أقوى مما سبق، ولعلها تشهد روحا رياضية أفضل، خاصة بعد أن جسد جمهور الزمالك بقيادة «شبابه الوايت نايتس» تلك الروح، على الرغم من ألم خسارة نهائى الكأس.. وهذا الشباب بجانب جماعات الألتراس كلها هم أملنا فى تغيير وجه كرة القدم المصرية، وإضفاء المتعة والبهجة على ملاعبنا.. نكرر ذلك دون أن نيأس، ونكرره بكل ما نملك من حلم وأمل.

 
-