الأحد، 16 أكتوبر 2011

هل يلعب الأهلى بطريقة.. (لثنائيات الثلاثة)؟ .. حسن المستكاوى

هذا موضوع فنى بحت.. وهو يستحق القراءة لمن يعشق كرة القدم ويتابع مبارياتها بعمق وبدقة.. وهو لا يستحق الاهتمام من جانب هذا المشجع الذى ينتظر نتيجة المباراة دون أن يهتم بالأسباب والوسائل التى حققت تلك النتيجة.. اتفقنا؟

●● ندخل فى الموضوع: المباريات قديما كانت عبارة عن مبارزات فردية بين مجموعة مواهب ثم أصبحت صراعا جماعيا يعتمد على السرعة.. ومنذ عام 1870 عندما قدمت أسكتلندا أول طريقة لعب للكرة الحديثة تطورت طرق اللعب بصورة مذهلة لمواكبة التطور فى مفاهيم اللعبة، وطريقة اللعب فى أبسط تعريف لها هى: (تنظيم قوى الفريق ــ أى التشكيل ــ على الوجه الذى يمكنه من أن يؤدى الوجبات المحددة التى توضع له). باختصار شديد نقول إن الخيوط الأولى لتشكيل الفريق فى كرة القدم بدأت عندما أخذ اللاعبون يدركون أهمية اللعب الجماعى، فى الحصول على أكبر انتاج لجهودهم الفردية، وانه يمكن اتباع أساليب معينة لإحراز الاهداف، وكذلك لمنع الفريق الخصم من احراز الأهداف، وفى بداية هذه المرحلة ظهر التقسيم الأولى للاعبين إلى مهاجمين ومدافعين.

●● فى الآونة الأخيرة كثر الحديث عن ضرورة تغيير الأهلى لطريقة اللعب، وهنا يجب أن تتواءم الطريقة مع إمكانات اللاعبين. وكان الفريق قد عزز صفوفه بخمس صفقات: وليد سليمان، وجونيور وقناوى، ونجيب، والسيد حمدى.. فكيف يستفيد الفريق من نجومه الجدد؟

●● قد تكون طريقة 4/4/2 اختيارا كما يبدو، حيث لعب بها الفريق أمام السكة الحديد وديا، لكن التكوين الأفضل قد يكون 4/2/2/2.. وكان منتخب البرازيل لعب به فى كأس العالم عام 2006، وكذلك فى جنوب إفريقيا، كما لعب به العديد من الفرق الشهيرة مثل تشيلسى الإنجليزى ولعب به العديد من الفرق المغمورة مثل فرايبرج الألمانى ونجح بها أوروبيا.. ومن مميزات هذا التكوين ما يلى:

1 ــ أنه مولود من بطن طريقة 4/2/4..أم طرق اللعب الحديثة، وكانت البرازيل فاجأت بها خبراء وجماهير اللعبة عام 1958 فى الأدوار النهائية ببطولة كأس العالم فى السويد. وفى هذه الطريقة يتأخر لاعب رابع مع ثلاثى خط الظهر ليساعد الظهير الثالث فى رقابة رأسى الحربة المتقدمين، ونجحت البرازيل باستخدامها فى الفوز بكأس العالم لأول مرة. ولا شك أنه مما ساعد على هذا النجاح هو ملاءمة الطريقة للاعبين الذين تولوا تنفيذها... والواقع أنها ابتكرت للاعبين (ديدى) و(فيتو). الأول مهاجم متأخر، أو من يقوم بدور (حقلة الاتصال) بين الهجوم والدفاع، والثانى هو المدافع المعاون الذى يساند رباعى الظهر.

2 ــ إن هذه الطريقة 4/2/2/2 تسمح بزيادة عدد اللاعبين أصحاب النزعة الهجومية، كما تسمح بتغطية كل مركز فى الملعب بلاعبين على الأقل.

3 ــ إنه يمكن أن يتأخر أحد رأسى الحربة لحظة فقدان الكرة إلى مركز لاعب وسط مدافع ثم يعود لمركز رأس الحربة لحظة امتلاك الفريق للكرة.

4 ــ تحقق الطريقة النزعة الهجومية للفريق بتقدم الظهيرين، كما يعزز الهجوم باللاعبين المتأخرين خلف رأسى الحربة، وهما من أهم وسائل فتح المعلب عرضيا وتحقيق الانتشار الجيد للفريق. ومن المهم أن تتسم التمريرات بالدقة.

5 ــ إذا كان الفريق المنافس يعانى سوء الاتصال والانسجام بين لاعبى الوسط المدافعين وقلبى الدفاع فإن هذه الطريقة تفرض على الخصم بناء هجماته المضادة من الخط الخلفى مما يجعل هجومه بطيئا يستهلك الوقت والمسافة فيسهل إجهاضه.

6 ــ هذه الطريقة تتميز بالمرونة، حيث يمكن تعديلها أثناء اللعب إلى 4/3/2/1 و4/3/3 أو 4/6/ صفر ايضا.

وهكذا إذا طبقنا هذا التكوين على أسماء وقدرات لاعبى الأهلى سنرى أن الفريق يمكنه أن يفوز بجهد معظم نجومه.

●● خط الظهر: سيد معوض، رامى ربيعة، وائل جمعة، أحمد فتحى.

ومع هؤلاء بدلاء قد يكون أحدهم أو بعضهم أساسيا: قناوى، محمد نجيب، أيمن اشرف.

●● ثنائى الوسط المدافع: شوقى، عبدالله السعيد، وبدلاء الخط حسام غالى، عاشور، وإينو، وشهاب.. وإضافة غالى بدلا من شوقى هو إضافة عنصر مهاجم بنسبة أكبر من الدفاع، وهو يبنى الهجمات فى خط الوسط، وبناء الهجمات لفريق مثل الأهلى اختيار أساسى.

●● ثنائى الوسط المتقدم: أبوتريكة، وليد سليمان، ومعهما ضمن بدلاء هذا المركز جدو.

●● رأسا الحربة: متعب، دومينيك.. معهما ضمن بدلاء هذا المركز جونيور، وفضل.

●● الأسماء المطروحة مجرد نموذج وأمثلة نقدمها ليكون تصور التطبيق أقرب إلى الواقع.. لكن اختيار التشكيل والأسماء لأى مباراة يتوقف على عوامل أخرى تتعلق بالهدف من اللقاء، ومكان المباراة، وقوة المنافس ونقاط الضعف والقوة فى صفوفه، وهنا قد يضيف المدرب لاعبا يملك نزعة هجومية أكبر من زميله فى ثنائى الوسط المدافع مثل حسام غالى على حساب عاشور أو شوقى.. وهذه الطريقة تعنى أن يستفيد المدرب دائما من فرص التغيير فى هذا التشكيل.

●● اليوم نحن على موعد مع الدورى رقم 55.. والمسابقة ستكون أقوى مما سبق، ولعلها تشهد روحا رياضية أفضل، خاصة بعد أن جسد جمهور الزمالك بقيادة «شبابه الوايت نايتس» تلك الروح، على الرغم من ألم خسارة نهائى الكأس.. وهذا الشباب بجانب جماعات الألتراس كلها هم أملنا فى تغيير وجه كرة القدم المصرية، وإضفاء المتعة والبهجة على ملاعبنا.. نكرر ذلك دون أن نيأس، ونكرره بكل ما نملك من حلم وأمل.

الأربعاء، 28 سبتمبر 2011

رحل ذياب


لله ما أعطى ولله ما أخذ فهو رب العباد، ومن يلوم رياضة الإمارات بالأمس عندما اتشحت بالسواد، وذرفت دموعها وأعلنت الحداد، فقد ودعت فقيدها ذياب عوانة الذي توفاه الله في حادث أليم، رحل عنا وهو في ريعان الشباب، رحل والموت واحد مهما تعددت الأسباب، رحل ذياب ويا له من مصاب جلل بفقدان أحد أفراد جيل المستقبل، ذاك الذي كان يمنحنا الأمل، ولكنه اختار أن يترجل اختار أن يرحل.

رحل ذياب وترك لنا ذكراه وبقايا ابتسامة خجولة ووجه مفعم بالطفولة ونظرة لن ننساها، رحل الذي أهدى بلاده الفرحة، ولكنه بالأمس أبكاها، رحل ذلك الصغير وخسرت رياضة الإمارات نجماً كنا ننتظر منه الكثير كنا نتوسم فيه وفي رفاقه الخير، بكت الإمارات والدمع قد ملأ المآقي، وعزاؤها أن كل من عليها فانٍ ووجه الله وحده الباقي.

ذياب عوانة، ذلك الفتى المحبوب والشاب الموهوب صاحب تلك الابتسامة التي تلين لها القلوب، وعندما نتذكر أننا لن نشاهد تلك الابتسامة مجدداً، ندرك كم هو مؤلم هذا الرحيل، عندما نعلم أننا سنشاهد ذلك المنتخب الجميل، الذي لم تنجب الإمارات له من مثيل، فريق فوزي وعامر وحمدان وخليل، سنفتش حينها عن رفيق دربهم النحيل، سنبحث حينها عن ذلك الشاب، ولن يكون بينهم فقد رحل ذياب.

عندما انبرى فقيدنا الراحل لركلة الجزاء الشهيرة والتي سددها بكعب القدم في مرمى لبنان خلال تلك المباراة الودية، أثنى عليه البعض وانتقده البعض ولم يتفق الطرفان أبداً سوى على شيء واحد هو حبهم لذلك الشاب وخوف بعضهم من بعضهم على ذياب.


يومها، خرج فتحلى بشجاعة الكبار وتقدم بالاعتذار، لم نكن نعلم حينها أنه أراد أن يترك لنا لقطة عابرة تبقى في صميم الذاكرة، أراد أن يترك لنا شيئاً يظل راسخاً في أذهاننا، لن ننساه فقد رحل عنا ولكنه سوف يظل هنا بيننا، نتذكره عندما نرى زملاءه وأقرانه وعندما نستمع إلى النشيد الوطني الذي كان يردده بقلبه قبل أن يلهج به لسانه، وتلك الجهة اليمنى التي ستبقى شاغرة، فهذا هو موقعه وذاك هو مكانه، ولكنه سيبقى خالياً فقد رحل ذياب عوانة.



في الختام:

رحل ذياب عن عالمنا، تمنيناه أن يبقى معنا واختار أن يفارقنا، اختار أن يترجل، اختار أن يرحل.. قدر الله وما شاء فعل، اللهم لا اعتراض وليس في أيدينا شيئاً نفعله سوى أن ندعو «رحم الله ذياباً وغفر له»، وصبرنا على فراقه فكلنا أهله.

د . هانى أبوالفتوح يكتب: مِنْ أَولْ السَطرْ!!



زمن الحروف انتهى
وللا هنسأل فين
من أول السطر
كام كلمة ورا حرفين
وللا خلاص الكلام
أصبح بدمع العين
حتى غناوى الأمل
واقفة هناك
تستنى عالشطين
.....................
يا شط بَعَدْ و غَرَبْ
بُعْدْ السما عن لُقَانَا
إمتى هترجع تِقَرَبْ
وإمتى تصون الأمانة
حمَِلْتَكْ هَمِى و فَرْحِى
وحكيت لك ياما عَلَيا
لا إنت اللى حفظت عهدى
و لا قَرَيتهَا فْ عِينَيه
قلبت ليه المواجع
زَودْتْ ليه الحَزانَى
....................
يا شط أملى الوحيد
بلدى وغالية تنادى
وأنا عشت عمرى بعيد
بس خلاص م الليلة دى
وَقَفْتْ على باب بلدنا
خَبطْت قلت إنى راجع
إفتح بيبان الأمل
دا أنا من زمان بحلم
مستنى لحظة لقانا
.....................
لو كنت فاكر بُعَادَكْ
فَرَقْ ما بينى وبينك
اعرف بأنه لا يمكن
مهما افترقنا وسِنِينَكْ
إللى كتير بَعدِتْنَا
كان البُعَادْ عالورق
وأما تشوف الحقيقة
هتلاقى قلبى حريقة
مايطفيهاش غير رجوعى
مكتوب عليا وعليك
القُرْبْ بس دوانا
..................
بيقولوا كلمة وطن
مِتْكَونَة من حروف
وإللى بيقرا الوطن
لازم يحس ويشوف
وإللى ماشفش الوطن
هَيِمْلا قلبه الخوف
وإللى يخاف م الوطن
خوفه اللى راح يِخْنُقُه
واقف هناك مكسوف
وإللى انكسف من وطن
أكيد بَدَالُه ألوف
وإللى مص دم الوطن
عمره ما غاث ملهوف
وإللى يخون الوطن
قوموا حَضَرُوا له كفن
وإللى بيسرق وطن
أهو زيه زى العفن
وجوده يصبح ندم
مين قال دا كان م البيت
مين قال دا حتى ضيوف
دا خسارة فيه الكلام
وخسارة دبحُه بسيوف
سِيبُوه لِوَحْدُه العَدَمْ
وللا اطلبوه يِنْعَدَم
كفاية عليه حَسرِتُه
وقت الحساب
يترجى مين يرحمه
يقول دى كانت ظروف
........................
الظَرفْ إللى أعرفه
إنك تقولها بوضوح
إللى يحب الوطن
يِبْنِى ويِعَلى فى صروح
وإللى همومه وطن
يزيد معاه الطموح
بأن بكرة جاى
أحسن ما يومنا يِرُوح
لزمتها إيه العتاب
ما كفاية فتح جروح
..................
من أول السطر نِبْدَأ
نِرْجَعْ لمعروفنا
نِغْزِلْ خيوط الأمل
نِدَّفَا من صوفنا
تعالوا نِلِمْ الوطن
ونشيله على أكتافنا
نِصَلَحْ إللى انكَسَرْ
ونِكْسَرْ سنين خوفنا
واللى افتَرَقْ من حروف
هتْجَمعُه حروفنا
وبدال ما نبقى فِرَقْ
الفُرْقَة ما تْشُوفنا
وتوَحِّدُوا إللى خلق
وتوَحِّدُوا صفوفنا ,,,

عمر حاذق يكتب: بيادتك في رجلك يا سيادة المشير!


عندما قامت صفحة كلنا خالد بنشر مقتطفات من الصحف القومية بعد ثورة 23 يوليو مباشرةً، ثم نفس هذه الصحف عام 1954، بحيث يمكن المقارنة بين التصريحات الصادرة عن الضباط الأحرار فور استلامهم السلطة، ووعودهم البراقة الجميلة المفعمة بالأمل والحرية والديمقراطية من جهة، وبين تصريحات الرئيس عبد الناصر سنة 1954 حين قرر إلغاء الانتخابات، ومنع تكوين الأحزاب، فتأسّس الحكم العسكري الذي جرّ على مصر خراب ستين سنة تقريبا، حتى ظننا أن يوم 11 فبراير هو نهاية هذه الحقبة. أقول إنني حين رأيت صور هذه التصريحات على الصفحة، اندهشتُ وسألت نفسي: ما الذي يقصده الأدمن من عرض هذه التصريحات والمقارنة بينها؟ هل يريد الإشارة إلى أن المجلس العسكري قد يكرر هذه التجربة البشعة؟ أجبتُ على نفسي بسرعة: أكيد لا، لا يمكن أن يفكر المجلس بهذه الطريقة أبدا. صحيح أنني أرى بوضوح أن المجلس لا يزال يمثل بوضوح شديد إرادة سياسية معادية للثورة؛ إرادة سياسية تحمي مصالح النظام السابق وتكرسه، وتدفع بالفلول إلى الأمام، وتحمي القيادات الفاسدة المستمرة مثل قيادات الجامعة التي رفضت الاستقالة، وتفكر بطريقة مضحكة فتتصور أن معارضتها خطر كبير يجب استئصاله فتحاكم معارضيها عسكريا وتمد قانون الطوارئ، وتختار لرئاسة الوزراء رجلا ضعيفا منقادا مربوطا بأوامرهم هو ووزراؤه الذين حرصوا منذ بدايتها على أن تضم قدرا معتبرا من أعداء الثورة، ولم يتحسن التشكيل الوزاري وينضف قليلا إلا مع المليونيات التي أجبرت المجلس على تحقيق بعض المطالب البديهية للثورة. وهذه هي المشكلة.
لو كان للمجلس إرادة ثورية، لسعى سعيا إلى تحقيق مطالب الثورة، دون ضغوط ومليونيات. رغم كل ذلك، قلت لنفسي: أكيد لا، لا يمكن أن يفكر المجلس في الاستحواذ على السلطة، ليس لافتراض حسن نواياه، بل لأنه أذكى كثيرا من أن يفوته درس الثورة؛ الدرس الذي تغابى عنه مبارك فشرحه له الشعب خلال 18 يوما، حتى فهم أخيرا وانخلع. لا يمكن أن يكون المجلس العسكري غافلا أو متغافلا عن هذا الدرس لأنه أوضح من الشمس. ورغم أنني كنت دائما ضد فكرة إسقاط المجلس لأنها تعني في رأيي تدمير مصر، لكنني أرى أن الضغط السلمي عليه لتحقيق مطالب الثورة أمر مهم، مادام بشكل متحضر سلمي يتسق مع روح ثورتنا العظيمة، ومادام لائقا بحكمة المجلس العسكري حين قرر في اللحظة الحرجة أن لا يضرب الشعب؛ صحيح أنه لم يكن ممكنا أن يقوم مجند مصري عادي بقتل أبناء شعبه، وقيادة المجلس واعية تماما بذلك، لكنني سأظل أحيّي المجلس بسبب هذا القرار، وسأظل أكتب وأدعو إلى تكريس التحول الديمقراطي للسلطة، وإقامة الانتخابات في موعدها، ليس فقط الانتخابات البرلمانية بل الرئاسية أيضا، حتى لو فاز بها تيار سياسي أعارضه تماما.
لكن المشير طنطاوي قام بعمل مفزع بكل معنى الكلمة، ليس فقط أن يزور وسط البلد، فهو حر طبعا، لكن أن يخلع ملابسه العسكرية ويرتدي ملابس مدنية، ويتجوّل أمام كاميرات الفضائية المصرية؛ بما يعني أن هناك تنسيقا صريحا بين الإعلام المصري وقيادة الجيش، التي أخبرت القناة بالزيارة وسمحت لها بتصويرها ثم تقديمها، فكيف تم تقديمها لنا؟ شاهد هذا الفيديو وامسك لسانك أرجوك:
http://www.youtube.com/watch?v=XMuQqGKZJGc&feature=share
وبعد أن تشاهد الفيديو ادخل على صفحة كلنا خالد سعيد واقرأ لينكات الصحفي (اللامع!) جمال زايدة (مدير تحرير الأهرام) قبل الثورة وبعدها، وارصد بتأنٍ تحولاته الفكرية العميقة كما ستوضح لك الصفحة، وإذا قررتَ يوما أن تصبح منافقا، فأنصحك أن تحتفظ بمقالاته لتتلمذ على قلمه الجبار، لكن الأمر لا يقتصر على ذلك، ففي جريدة التحرير قرأت خبرا عن رؤساء 22 حزبا يطالبون المجلس العسكري بتأجيل الانتخابات البرلمانية ستة أشهر أخرى. يمكنك البحث عن الخبر على الموقع لأن اللينك طويل جدا... كل ذلك في توقيت واحد، يا محاسن الصدف. لكنك ستضحك طويلا لأنني أراهنك أنك لن تعرف من هذه الأحزاب الكرتونية الـ22 إلا حزبا واحدا أو اثنين على الأكثر، لأنك طبعا مازلت تذكر فضيحة الحاج محمد عبد العال رئيس حزب العدالة الاجتماعية وقضية رشوته المدوية التي لا أريد إعادة تفاصيلها لأنني أظن أنني عكرتُ دمك بما فيه الكفاية.
قيادة المؤسسة العسكرية للدولة تعني تكريس مفهوم الدولة الأبوية، أي الدولة التي تلعب دور الأب مع مواطنيها، وليست الدولة الخادمة لهم، يعني الدولة التي تعرف كل شيء وتقرر كل شيء، ورئيسها هو القائد الأوحد الذي لا شريك له، الدولة التي لا تسمح بإنشاء منظمات للمجتمع المدني ولا أحزاب معارضة حقيقية ولا نقابات مستقلة، الدولة التي تفزع من مبدأ تداول السلطة والشفافية والتعددية والحرية واحترام حقوق المواطن واستمداد الشرعية منه، بدلا من الضغط على السيد شرف لاختيار إعلامي من النظام السابق وليس من فلوله أصلا ليصبح وزيرا للإعلام، ومهندسا لعملية تحويل المشير لـ"قائد" مصر في المرحلة القادمة، الدولة الأبوية هي التي لا تحترم عقول الناس وتظن أنه من الممكن أن يخلع السيد المشير بيادته ويلبس كرافتة أنيقة، فنصدق أنه قائدنا للمرحلة القادمة. الكارثة أن المشير نفسه ربما لا يكون صاحب هذه الفكرة أساسا، فقد يكون مخترع الفكرة صفوت شريف جديد، أو عز جديد، أو سرور جديد....
هل تعلم يا مشيرنا الموقر أن شكلك ببيادتك في رجلك وكابك على رأسك ورتبتك ونياشينك العسكرية تزين أكتافك وصدرك.... شكلك بهذا الزي العظيم أنبل وأشرف وأجمل من أي ملابس مدنية؛ أرجوك إذن، عُدْ لبيادتك وبدلتك العسكرية التي حفظنا صورتك بها، لأنني أخشى أن يأتي يناير القادم، فنجد شباب مصر يتداولون على الفيس بوك مقاطع فيديو كثيرة لنزع صورك من الميادين وإحراقها؛ أعني صورك بالبدلة والكرافتة الكحلي البالغة الشياكة.

وحيد راضى يكتب: أين مرشحو الرئاسة مما يحدث؟



إذا قمت بالبحث عن المرشحين لرئاسة الجمهورية سوف تجدهم منتشرين فى كل مكان فى الجمهورية سواء كان قريبا أو بعيدا، وذلك ليس من أجل حل مشكلة فى مكان ما ولكن من أجل الترويج عن برنامجهم الانتخابى.

هذا البرنامج الذى لا نعرف عنه أى شىء وكأنة سر قومى كلما سألت أحد المرشحين عن بنود برنامجه يرد عليك وبسرعة ويقول ما زال الوقت مبكرا للإفصاح عنه.

بالرغم من أن مصر دولة مليئة بالمشكلات فى كافة المجالات إلا أنها فرصة لمن يرغب فى قيادة أمور البلاد حتى يناديه كرسى الحكم دون أن يسعى هو إليه وذلك من خلال تقديم حلول فعلية للمشكلات الموجودة فى المجتمع.

لدينا حتى الآن أكثر من خمسة عشر مرشح للرئاسة وكل مرشح منهم لديه ثقة عمياء بأنه رئيس مصر القادم وتقريبا يظهرون بصفة شبة مستمرة فى وسائل الإعلام المختلفة ليس كى يقدموا لنا حلولا تساعد الحكومة فى مشكلات إن استمرت فهى ميراث لهم عليهم أن يحلوها فيما بعد.

كما يشعر كل مرشح بأن برنامجه هو الذى سينقل مصر إلى صفوف الدول المتقدمة لذلك يحتفظ بسريته. وهذا يجعلنا ندرك أن فكر المرشحين كما هو لم يتغير فالكل يعمل من أجل مصلحته الشخصية فقط.

منذ أيام قليلة كان هناك اجتماعا لسبعة من مرشحى الرئاسة مع ائتلاف شباب الثورة بناء على طلب الائتلاف وذلك لإبلاغهم عن مطالبهم واتسم هذا الاجتماع بالسرية التامة.

لماذا لا نرى اجتماعا مثل هذا لجميع المرشحين للخروج بحل لمشكلة من مشكلات البلد، إنما لا نرى منهم سوى سياسة الشعارات لكسب الجمهور نرى منهم من يصرح بحق المرأة فى الانتخابات، ومنهم من يقول إنه سيلغى الطوارئ، وآخر سيلغى اتفاقية السلام ويمنع تصدير الغاز لإسرائيل وغيرها.. كل هذه التصريحات سيتمكنون منها بعد عمر طويل بعد الانتخابات لكن أين الحلول لإنقاذ البلاد فى الوقت الحالى، حتى الآن لا نعرف على أى أساس سوف يختار الشعب رئيسه.
يتضح لنا من تحركات كل المرشحين للرئاسة أنهم يسيرون فى اتجاه، وما يحدث فى البلاد يسير فى اتجاه معاكس تماما.

وليد عثمان : المشير والبدلة المدنية

أشفق على إخواننا في المجلس العسكري الذين وجدوا أنفسهم فجأة، هكذا تتفق السيناريوهات وأنا أصدق ذلك حتى الآن ، في قلب معركة سياسية كبرى لم يتدربوا عليها واضطروا إلى أن يستخدموا فيها أسلحة مجهولة بالنسبة لهم .
 ومما يزيد الشفقة أن هذه المعركة ترافقت مع تحول تاريخي في مسيرة مصر، بل والمنطقة والعالم بغير مبالغة، وانهدام أساطير كبرى عن الأنظمة الحاكمة المتمترسة خلف الطغيان والحلول الأمنية القاسية، وإن لم ينفعها ذلك كله.
ولا أملك القدرة، ولا الرغبة، في إساءة الظن بالمجلس العسكري، باعتباره كياناً سياسياً، لكن الحوادث المتعاقبة تتكامل وتتعاون في دفعنا عنوة إلى سوء الظن. ولا حاجة إلى سوق الأدلة والشواهد خوفاً من اتهام بالجحود للجيش في مغالطة كبرى تجعله والمجلس العسكري جسداً واحداً على غير الحقيقة.
ولا أعرف من يستشيرهم المجلس، وهو يقول إنه يستشير، في قراراته السياسية، والبادي أن مستشاريه يجنون عليه كما جنى على مبارك من كانوا حوله. وربما يعشق بعض هؤلاء المستشارين التاريخ الحديث ويستمتعون بقراءة صفحات من ملفات ثورة يوليو متوهمين أن التاريخ يمكن أن يعيد نفسه وأن شعباً صنع ثورته منطلقا من “فيسبوك” تنطلي عليه حيل من القرن الماضي.
جاء أسامة هيكل وزيراً للإعلام تطارده اتهامات بالولاء للمجلس العسكري ومضت الأمور، ثم أغلقت “الجزيرة مباشر مصر” في لحظة غباء مستلهمة من نظام مبارك ، وإن امتلكت السند القانوني بدعوى عدم حصول القناة على ترخيص أو شكوى الجيران من إزعاجها ومضت الأمور.
بعدها ظهر فيلم قصير في بعض الصحف عنوانه “المشير في الإشارة” ومضمونه اندهاش غير مسبوق بأن سيارة المشير طنطاوي، وهو داخلها، توقفت في إشارة مرور وكيف يمثل ذلك تغيراً في مصر بعد 25 يناير، وكأن الرجل، الذي أسيء إليه أكثر مما استفاد بهذه القصة المتهافتة، لم يعرف احترام القانون قبل ذلك وأنه عاش منذ تولى مهامه العامة على كسر القوانين ثم هدته الثورة إلى سبل الرشاد.
ورفع الفيلم سريعاً من الصحف، ربما لأنه خرج خالي الوفاض من الأرباح، فيما أفرغ المصريون رواد السينما ما في جيوبهم في صناديق إيرادات فيلم “شارع الهرم” بعد أن علا صوت دينا وسعد الصغير على صوت المعركة.
بعدها حاول الإعلام الخاص أن يدلي بدلوه فكانت ملحمة عمرو الليثي ومصطفى بكري، ثم سعد هجرس وأحمد أبو بركة وسامح سيف اليزل، التي عالجت “ملف المشير والرئيس”.
كان مفهوما أن هذا الملف، الذي يسهل على الإعلام الرسمي التبرؤ منه لأنه في قناة خاصة، يحاول الانتصار للمشير طنطاوي وتصديه الحاسم لمشروع التوريث واستعداده للوقوف في وجهه في الوقت المناسب.
والخلاف هنا ليس مع التفاصيل ، بل مع تعسف في التأريخ لوقائع لاتزال تتفاعل ولايمكن الحكم عليها حكما صادقا وهي على بعد خطوات من الأعين. وإذا كانت تفاصيل من ثورة يوليو بعد 60 عاما لاتزال غائمة رغم أطنان من المؤلفات حولها، فما بالنا بأحداث بدأت ولم تنته بعد وكل أطرافها أحياء ، والأهم أن في يد بعضهم السلطة؟.
التساؤل هنا لا ينطوي على سوء ظن ، إنما يشير إلى سوء تقدير قد نفهم منه مالا يرضي المجلس العسكري، وقد يضعنا بعض المعلقين مباشرة في خانة الميالين للمؤامرة الباحثين عن سيناريوهات خيالية ، بل وسوداء، والناكرين لجميل الجيش الذي حمى الثورة والثوار.
وهؤلاء أحيلهم إلى أحدث ما يدفع إلى سوء الظن ويفضح مستشاري الهوى وبطانة السوء الآخذة في التشكل في مساحات تتزايد في الإعلام.
 الأحدث ، حتى كتابة هذه السطور، فيدو المشير طنطاوي وهو يتجول بغير حراسة، هكذا قيل، في وسط القاهرة بعد أن فرغ من زيارة خاصة.
من حق الرجل أن يتجول في وسط العاصمة وأن يزور ويزار بحراسة أو من دونها ، إنما تليفزيون أسامة هيكل لا يملك حق العودة إلى زمن صفوت الشريف وأنس الفقي بفقرة غاية في التنطع والسماجة لا أظن أن المشير طنطاوي استمتع بها.
قال الضيف إنه دار بالفيديو الذي صوره على قنوات خاصة فرفضت إذاعته ، فلم يجد ملتجأ غير الفضائية المصرية ، ثم أخذ على طريقة معلقي الكرة يقول للمقدم : انظر كيف يتجول الرجل بحرية وسط المواطنين وبغير حراسة ويصافح الناس .
ورد المقدم، أي مقدم البرنامج: مفيش قدامه حد بيقول وسع ياجدع والكلام بتاع زمان.
وعلق الضيف، وأظنه صحفيا في مؤسسة قومية، قائلا: المشير ماشي بالبدلة المدنية مفيش أي مشكلة ، ليه ميبقاش رئيس جمهورية؟، وهو الجيش اللي حمى الثورة ة واللي ……………. ……………………………………………………………..
لم أسمع بقية ما قال الضيف، لكني صرخت في أعماقي  يانهار أسود، ياولاد الـ …………..
هكذا يوحي البعض لنا بأن رفض تولي عسكري الرئاسة يمكن أن يجابه ببساطة بأن يرتدي البدلة المدنية ، وكأن الفرق بين الدولتين العسكرية والمدنية البدلة.
هكذا حل تليفزيون أسامة هيكل المعضلة وابتدع مذهباً سياسياً جديداً يأتيه الباطل من بين يديه ومن خلفه ويورثه ريادة الرائد صفوت الشريف ومهارات الراقص أنس الفقي التي أطاحت بنظام حكم بكامله.
انسوا إذن تاريخاً ابتدأ بيوم 25 يناير، وانثروا التراب على دماء الشهداء، واقبلوا بأي قانون للانتخابات ، وعودوا إلى أعمالكم يرحمكم الله، فالحركات السياسية “عميلة وقابضة”، بشهادة الرويني والجندي وفايزة أبوالنجا، والجيش وحده كان الطرف الأنزه والحامي ولن يقبض ثمن ذلك إلا من المصريين تأكيداً على وطنيته.
وإذا كان الحكم العسكري يجرح أحاسيس بعضكم، فالبدلة المدنية جاهزة ، والمشير محل ترحيب في الشارع حيث يمشي بغير حراسة.
هذه هي رسالة تليفزيون أسامة هيكل الذي يرد جميل توزيره للمجلس العسكري في مسلك يذكر بالدبة التي قتلت صاحبها. مانخشاه أن يكون صاحب الدبة مستعداً للقتل، والقتل هنا يعني الخصم من رصيد مؤسسة وطنية ندخرها دوماً لما هو أهم من الرئاسة، ومعاركها أقدس من أن تتلوث باختلافات الفرقاء ، والمهم أنها معارك لا تحتاج إلى البدلة المدنية.

12يومـا مضت على رحيل الأخ ابراهيم سلمان ابودقة

12يومـا بنهـاراتهـا وليـاليهـا مضت على رحيل الأخ ابراهيم سلمان ابودقة ولكنهـا في حسابات الحزن والأسى هي سنوات طوال
بالنسبة لعائلته الكريمة ومحبينك ، لأن أيام صعبة بنسبة الى كل من عرفك والمجتمع يذكرهم به ويجدد الحزن
والألم في نفوسهم المتالمة اساسا بسبب رحيلك الفراق شيء اليم و قاسي عندما نفقد من نُحب,
فكم كان يوم رحيلك يا غالي مشهودا لن ننساه مهما مرت علينا الأيام
والسنين فعلى الرغم من إننا نؤمن أن الموت حق إلا أن رحيلك المفاجئ
كان له الوقع الأليم في نفوسنا, فما كنا نتخيل يوماً علي الرغم من معاناتك الصحية
أن نعيش بعيدين عنك إلا إنها إرادة الله وقدره، ولا نملك إلا أن نقول ما يرضى ربنا "
إنا لله وإنا إليه راجعون . "فما زلنا نعيش الحزن لفراقك حزناً يسكن أعماقنا
و يتخلل وجداننا و نشتاق إليك...
كيف لا و أنت كنت لنا الأب الرائع والحنون و السند و الصديق,
كم نشتاق إلى نبرات صوتك الموجهة و الناصحة, و عطفك
و نشعر بحنين لتلك الأيام التي كنا فيها نضحك و نتسامر و نتحاور ,
لقد تركت فراغا من الصعب أن يملؤه غيرك , فراغاً كبيراً افقدنا الشعور بالأمان و الحماية,
و هذا حالنا و حال كل من عرفك عن قرب , فبرحيلك المؤلم حُرمنا من أخا عظيماً لا يعوضه
احد و مكانة لا يشغلها بشر , فقد عشت دائماً تعلمنا الحب و العطاء و الصبر في أروع معانيه.
فقد بكى لرحيلك كل من شملتهم بحبك وعطفك.أخي .. ستبقي ذكراك معنا خالدة,
و لن تغيب عنا حتى نلحق بك... نودعك و نسأل الله عز وجل أن يتغمدك بواسع رحمته.
و يجعل مثواك الجنة و يلهمنا جميعا الصبر و السلوان و يخلفنا فيك خيراً. أهلك ومحبوك
كاتب المقال سلوم ابوحبيبة

 
-