Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

الأربعاء، 28 سبتمبر 2011

خطاب الرئيس، قراءة حائرة في منطق الفرح

خطاب الرئيس، قراءة حائرة في منطق الفرح.
كنت أتابع باهتمام بالغ خطاب الرئيس محمود عباس في الأمم المتحدة، وأسجل النقاط بالترتيب، وفواصل التصفيق، وكنت أفكر في كل كلمة قالها، فالخطاب حمال أوجه، في فقرات كثيرة، تبادر لذهني لحظة أننا بدأنا نتقن لعبة الخطاب المموه، وكنت أتساءل: هل وتيرة الخطاب مناسبة للموقف.
نتنياهو فاجأني بصراحته المفرطة، تابعت ما قاله باهتمام، ورصدت له مثلما رصدت للرئيس، فوجئت على الفور بالقنوات الفضائية تتسابق لتحليل خطاب أبو مازن، وربما تسابق المحللون على الفضائيات،ونسو خطاب نتنياهو المرعب، وهكذا خرجت قراءات اليوم الأول مقتصرة على خطاب أبو مازن، دون أن تقرأ خطابه على ضوء ما قاله نتنياهو.
لكنني قررت الانتظار قليل، فنغمة الشارع فيها حالة من الفرح الهوسي، ونغمة حماس فيها بعض الارتباك، فقد تدفق الإخوة أبو مرزوق وأبو زهري بالتحليل، مع أن خطاب نتنياهو كان وحده كافيا لإيصال الرسالة بأننا لن نحصل على دولة، واعتقد أن العقل الباطن للأخوين أبو مرزوق وأبو زهري كان يقول" أبو مازن لماذا لم تأخذنا معك؟ وهذا يذكرني بكلمات محمد نزال التي قالها أثناء الحرب على غزة حين توجه أبو مازن إلى مجلس الأمن، وزل لسان محمد نزال، حين سأله مذيع الجزيرة عن رفضه ذهاب أبو مازن إلى الأمم المتحدة، فكان رد نزال: أن الاعتراض ليس على الذهاب إلى مجلس الأمن، بل لأن أبو مازن لم يصطحب وفدا من حماس، حماس تريد من جديد منازعة فتح على تمثيل الشعب في الأمم المتحدة، وهو تمثيل يكبلنا أكثر مما يفيدنا.
وباستثناء صلاح البردويل كان الاخوة في حماس مرتبكين تماما ولم يركزوا على مخاطر أيلول بالتحليل السياسي بل بالتمنيات الفئوية، السيد صلاح البردويل قال كلاما مهما،وطرح تخوفات وتوقعات جديرة بالتحليل.
ما فاجأني على صفحات الفيسبوك جعلني مهتما بموضوع آخر، وهو خطاب الكادر الفتحاوي، المنتشي جدا بالخطاب، احتشد آلاف من أبناء فتح في انتظار خطاب الرئيس، ولم نشاهد تلك الآلاف محتشدة في بلعين ونعلين والمعصرة، رغم أن الرئيس يشدد على المقاومة السلمية إلا انه لا يحشد لها وهذا غريب،وعلى افتراض أن وكالة معا صادقة في بعض أرقامها – فمن حقنا أن نتساءل: إذا كان عدد المحتشدين لخطاب الرئيس في الخليل قرابة 350 ألفا، فلماذا لم يحتشد ألف فقط في فعاليات المقاومة السلمية في البلدة القديمة، ولماذا لم تحشد فتح ربع هذا الحشد حين اصدر الإسرائيليون قرارا بإغلاق شارع الشهداء.
من ايجابيات خطاب أبو مازن، انه أعطى شحنة لشباب حركة فتح، وأعاد لهم بعض الاعتبار المعنوي، وأشعرهم أنهم أمام مهمة تاريخية، هذه الحالة يجب الحفاظ عليها وتطويرها، بخطط حركية، والحفاظ على الشعلة، أما تحويل كل تلك الطاقة إلى مهرجان مليء بالهوس فهو اخطر ما قد تتعرض له فتح من حيث لا تدري.

ما فاجأني فعلا على الفيسبوك،هو مستوى الخطاب الردحي للإخوة الفرحين جدا بالخطاب، مجمل الديباجة الدعائية المنتشية بالخطاب تعتمد على:
- السب والشتم والتخوين
- اتهام المعارضين بالوقوف إلى جانب إسرائيل، وبعضهم تطرف أكثر، فوصفني بأنني أقف إلى جانب إيران، ولو أردنا أن نتحاكم إلى قواعد اللعبة ذاتها، فيكفي أن اذكرهم بأن احمدي نجاد غادر القاعة ولم يحضر خطاب نتنياهو، بينما خاطب أمريكا بخطاب ناري يفوق خطاب رئيسنا كثيرا.فعلى قاعدة العداء لإسرائيل أيهما اقرب إلى الرئيس احمدي نجاد أم ملك الأردن؟
- هل سنغير مواقفنا من سوريا التي قررت أن تعترف بنا؟ متجاهلة موقف حماس. هل سنغير موقفنا من السعودية التي أرسلت لنا بعض الملايين، وضغطت على دول مجلس الأمن ألا تصوت لصالح فلسطين؟
- اتهام المعارضين بأنهم من أنصار حماس، وهذا مؤشر خطير على انحراف البوصلة الوطنية التي صار يقاس فيها انتماء الفتحاوي بمدى كراهيته لحماس أكثر من كراهيته للإسرائيليين
- كثير من أبناء فتح الذين يصنفون على قواعد الحب والكراهية، يؤيدون بجنون خطاب عباس، فيما يزينون واجهات الفيس الخاصة بهم بصور قائدهم الملهم محمد دحلان، فما هي قواعد اللعبة التي يرتضونها كي يقولوا كلاما مفيدا.
على حركة فتح أن تراقب عناصرها جيدا، وان تعبئهم ببعض الأدبيات السياسية، من المضحك مثلا أن احدهم يفتخر كثيرا بماجد أبو شرار وأبو علي إياد، ولما سألته إن كان يعرف بعض كتابات ماجد أجاب بالنفي، وبناء عليه أدعو الإخوان في فتح إلى أن يقرئوا ما كتب ماجد، ويقارنوا فكره الثوري بواقع حركة فتح وإنجازاتها، وعندها عليهم أن يختاروا أحد أمرين: إما أن القيادة فاشلة، وإما أن حركة فتح بريئة من ماجد أبو شرار..

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
-